الملخص

تؤدي صناعة البناء والتشييد دوراً أساسياً في تطوير اقتصاد كل بلد. وتعتمد الكفاءة الاقتصادية لمجمل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى إلى حد كبير على كفاءة أنشطة قطاع البناء والتشييد، الذي يضطلع بدور فاعل في خلق وتطوير القاعدة المادية للاقتصاد الوطني.
تسعى اليمن حالياً إلى تحقيق نمو اقتصادي أكبر من أجل حل المشكلات القائمة في المجتمع، وأهمها رفع المستوي المعيشي للمواطن اليمني. ولذا فإن صناعة البناء والتشييد المستدام يمكن أن تكون بمثابة قوة دافعة للقطاعات الأخرى من الاقتصاد، غير أنَ هذا القطاع يواجه العديد من التحديات والصعوبات التي تؤثر فيه، والتي ستشكل محور اهتمام الباحث.
إن أهم هذه التحديات يتمثل في مدى قدرة هذا القطاع على الإسهام في تجسيد أهداف " الرؤية الاستراتيجية لليمن عام 2025" ، وكذا أهداف خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتطوير القطاع بحيث ينجز دوراً إيجابياً مميزاً في تحقيق التنمية المستدامة.
يستهلك هذا القطاع جزءاً كبيراً من الموارد الطبيعية، وأهمها الطاقة عند إنتاج مدخلاته في فروع قطاع الصناعة المختلفة من ناحية؛ وأثناء مرحلة تنفيذه للمنشآت المختلفة, وخلال مرحلة تشغيل تلك المنشآت والمرافق من ناحية أخرى. وتسهم المخلفات الناتجة عن أنشطة قطاع البناء والتشييد في التلوث البيئي المستمر للهواء والتربة والمياه.
وإذ يتطرق الباحث إلى كل ذلك بالرصد والدراسة والتحليل، فإنَه يتوصل من خلاله في ختام البحث إلى عدد من النتائج المستخلصة، واقتراح بعض التوصيات التي يمكن للأخذ بها أن يسهم على نحو ملموس في تطوير قطاع التشييد والبناء بحيث يغدو قطاعاً مستداماً.